كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



يعلم الصبيان وأنه مر وهو طالع إلى الحصون على حمار فأراد أهل إقميناس (1) أخذ حماره فبعد جهد تركوه ثم آل أمره إلى أن تملك عدة قلاع.
أوصى يوما أتباعه فقال: عليكم بالصفاء بعضكم لبعض لا يمنعن أحدكم أخاه شيئا له فأخذ هذا بنت هذا وأخذ هذا أخت هذا سفاحا وسموا نفوسهم الصفاة فاستدعاهم سنان مرة وقتل خلقا منهم.
قال ابن العديم: تمكن في الحصون وانقادوا له وأخبرني علي بن الهواري أن صلاح الدين سير رسولا إلى سنان يتهدده فقال للرسول: سأريك الرجال الذين ألقاه بهم فأشار إلى جماعة أن يرموا أنفسهم من أهل الحصن من أعلاه فألقوا نفوسهم فهلكوا.
قال: وبلغني أنه أحل لهم وطء أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم وأسقط عنهم صوم رمضان.
قال: وقرأت بخط أبي غالب بن الحصين أن في محرم سنة تسع وثمانين هلك سنان صاحب الدعوة بحصن الكهف وكان رجلا عظيما خفي الكيد بعيد الهمة عظيم المخاريق ذا قدرة على الإغواء وخديعة القلوب وكتمان السر واستخدام الطغام والغفلة في أغراضه الفاسدة.
وأصله من قرى البصرة خدم رؤساء الإسماعيلية بألموت وراض نفسه بعلوم الفلاسفة وقرأ كثيرا من كتب الجدل والمغالطة ورسائل إخوان الصفاء والفلسفة الإقناعية المشوقة لا المبرهنة وبنى بالشام حصونا وتوثب على حصون ووعر مسالكها وسالمته الأنام وخافته الملوك من أجل هجوم أتباعه بالسكين دام له الأمر نيفا وثلاثين سنة.
وقد سير إليه
__________
(1) قرية كبيرة من أعمال حلب في جبل السماق ذكر ياقوت أن أهلها إسماعيلية.